أعمال مايكل جاكسون السينمائية وقصته
سواء كنتم من محبي موسيقاه أم لا، لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن مايكل جاكسون هو أيقونة عالمية حقيقية. واحد من أنجح الموسيقيين في التاريخ، انطلق في بداياته مع شركة "موتاون" ليصبح نجماً عالمياً بفضل صوته المذهل وحضوره المسرحي الآسر ومهاراته الاستعراضية. ورغم تعقيد حياته الشخصية، إلا أنه على الصعيد العام، كان تجسيداً حقيقياً للنجومية.
مع قرب إطلاق فيلم مايكل جاكسون الجديد، سيتذكر العالم حضوره البارز على الشاشة والمسرح، فقد كان بارعاً في سرد القصص بطريقة بصرية، فاتحاً الباب أمام جيل جديد من الفيديو كليبات التي تتحول فيها الأغنية إلى جزء من القصة، وتصبح القصة بدورها جزءاً من الأغنية.
من فيلم "ثريلر" (بمشهد رقصة الزومبي الرائدة) إلى "سموث كريمينال" و"ريمبير ذا تايم"، أثبت جاكسون مراراً أنه يدرك قوة الجمع بين الموسيقى والعروض البصرية المبهرة. واحتفالاً بمسيرته السينمائية، ومع الترقب الكبير للفيلم الجديد عنه، دعونا نلقي نظرة على أبرز أعماله السينمائية.
فيديوهات موسيقية غيّرت المشهد الفني
لا يمكن الحديث عن الأعمال السينمائية لمايكل جاكسون دون التوقف أولاً عند فيديوهاته الموسيقية. على رأس القائمة يأتي "ثريلر"، الذي صنفته موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأنجح فيديو موسيقي على الإطلاق. غيّر "ثريلر" ملامح الساحة الفنية التي كانت تهيمن عليها آنذاك مقاطع يظهر فيها الفنانون وهم يكتفون بالغناء، وساهم أيضاً في إنقاذ قناة MTV التي كانت تعاني في ذلك الوقت. كان "ثريلر" نقطة محورية في عالم الفيديوهات الموسيقية، بفضل جودة الإنتاج العالية والقصة المتقنة الممزوجة بالرقص والموسيقى، مما ارتقى به إلى مستوى لم تعهده الفيديوهات الموسيقية من قبل.
ثم جاء "باد"، الذي تجاوز الحدود التقليدية أكثر وأكثر بمدة بلغت 18 دقيقة، وشارك فيه النجم ويسلي سنايبس (الذي كان حينها من أبرز نجوم هوليوود)، وأخرجه المخرج الأسطوري مارتن سكورسيزي. كان فيديو "باد" بمثابة تحية سينمائية لفيلم "قصة الحي الغربي"، وجسد ملحمة فنية مذهلة.
في فيديو "سموث كريمينال"، برز إبداع جاكسون مجدداً من خلال تقنية الانحناء المضاد للجاذبية، مقدماً واحداً من أروع مشاهد الرقص البصرية. في عام 1991، ظهر فيديو "بلاك أور وايت" ليقدّم انتقالاً سلساً بين وجوه الممثلين، مع ظهور عدد من نجوم هوليوود في أدوار قصيرة لافتة.
لم يكن جاكسون يخشى أبداً كسر القواعد، خاصة فيما يتعلق بطول فيديوهاته. على سبيل المثال، يبلغ طول فيديو "يو روك ماي وورلد" 13 دقيقة ونصف، وشارك فيه أسطورة الشاشة مارلون براندو في ظهور قصير لكنه لافت.
الخلاصة من جميع فيديوهات جاكسون الموسيقية هي أنها لم تكن مجرد مواد ترويجية لألبوماته. بل كانت أحداثاً فنية بحد ذاتها، تعرض في دور السينما وتبث مراراً على قنوات مثل MTV، كما حصدت العديد من الجوائز. لا يمكن لأحد أبداً أن يقلل من أهمية فيديوهات مايكل جاكسون الموسيقية، فقد كانت، بكل معنى الكلمة، ثورية.
مون ووكر (1988): فيلم مختارات موسيقية تجريبي
في عام 1988، أحدث فيلم "مون ووكر" ثورة في عالم أفلام الموسيقى، متجاوزاً النهج التقليدي القائم على قصة واحدة مترابطة. فبدلاً من ذلك، غاص الفيلم في عالم معجبي مايكل جاكسون من خلال سلسلة من الأفلام القصيرة، بعضها كان بمثابة "نسخ مطولة" من فيديوهات ألبومه "باد". استوحي عنوان الفيلم من رقصة "مون ووك" الشهيرة لجاكسون، حيث تتصل مقاطعه بخيوط درامية تقود المشاهد في جولة عبر محطات حياته المتنوعة، كما يبرز العمل شغف معجبيه به وكيف كان يبادلهم الحب والتقدير.
تباينت ردود فعل النقاد حول فيلم مون ووكر، فأشادوا بموسيقاه، وانتقدوا غياب حبكة درامية، مما أظهر أنهم لم يفهموا الفكرة الجوهرية للفيلم. هذا العمل لم يكن بحاجة إلى قصة تقليدية، فحياة جاكسون المفعمة بالحيوية كانت أكثر من كافية لتكون الأساس. لم يكن فيلماً بالمعنى التقليدي، بل أقرب إلى مراجعة ذاتية لمسيرته. ربما لم يعجب به النقاد، لكن ملايين المعجبين حول العالم استمتعوا بكل ثانية منه.
كابتن إي أو (1986)
رغم أن مدته لم تتجاوز 17 دقيقة، إلا أن فيلم كابتن إي أو شكل ظاهرة حقيقية، فقد كان هذا العمل القصير اللامع والمليء بالنجوم، والذي بلغت ميزانيته نحو 24 مليون دولار، يعرض بشكل متواصل في متنزه إبكوت بـ ديزني وورلد لمدة 11 عاماً من عام 1986 حتى عام 1997. يروي هذا الفيلم العلمي الخيالي بتقنية ثلاثية الأبعاد، من إنتاج جورج لوكاس وإخراج فرانسيس فورد كوبولا، قصة القائد إي أو (جاكسون) وطاقمه على متن مركبة فضائية حيث يجب عليهم إنقاذ العالم من الملكة الشريرة (التي أدت دورها أنجيليكا هيوستن بشغف واضح) عن طريق أداء أغنية ورقصة.
من ناحية القصة، فهي بسيطة للغاية، لكن الميزانية الضخمة ووجود كوبولا في مقعد الإخراج نقلا فيلم "كابتن إي أو" إلى مستوى جديد كلياً. يستحق الفيلم بالتأكيد البحث عن نسخة DVDمنه لرؤية كيف يبدو البذخ الحقيقي في هوليوود. مرة أخرى، لم يعجب النقاد، لكن معجبي جاكسون لم يكترثوا، وأحبوا كل ثانية من هذه الـ 17 دقيقة.
ذيس از إت (2009): فيلم وثائقي عن حفلات مايكل
في الأسابيع التي سبقت وفاته المفاجئة، كان جاكسون يستعد لعرض ذيس از ات، الذي كان مقرراً إطلاقه في لندن في يوليو. ترك جاكسون بهرجة "كابتن إي أو" وراءه، وعاد إلى جذوره معانقاً موسيقاه بكل مجدها. يوثق هذا الفيلم أسلوبه المسرحي الفريد، وحضوره الطاغي على الخشبة، وبالطبع موهبته كموسيقي وراقص.
لا يركز فيلم "ذيس از إت" على جاكسون وحده، بل يلقي الضوء أيضاً على من حوله، من الراقصين الذين جاؤوا ليخضعوا للاختبارات، إلى بروفات لوس أنجلوس، مروراً بكامل قائمة الأغاني التي كان سيؤديها، إلى جانب لقطات خلف الكواليس ولحظات عفوية. لم يتح لجاكسون أن يؤدي تلك الحفلات التي بيعت تذاكرها بالكامل. كان من المفترض أن يمثل "ذيس إز إت" إرث مايكل جاكسون الفني، وربما أفضل تكريم يمكن أن يقدَّم لأيقونة بحجمه. حصد الفيلم العديد من الجوائز، ويعتبر قطعة أساسية في مكتبة أي معجب بمايكل جاكسون.
مايكل – الاستعراض الشامل والأخير لمسيرته
سيكون شهر سبتمبر المقبل موعد العرض المرتقب لفيلم مايكل جاكسون، والذي استغرق التحضير له وقتاً أطول مما كان يتوقعه الكثيرون. بالإضافة إلى تركيزه على موسيقاه ومسيرته المبهرة، سيخصص الفيلم وقتاً كافياً للجانب المعقد من حياته الشخصية، بطريقة تليق بسيرة ذاتية تتحدث عن مايكل جاكسون.
تمثل هذه الموسيقى إرث مايكل جاكسون وبالنسبة لجمهوره، هذا كل ما يهم. أما بالنسبة لإلقاء نظرة على عبقرية فصلت جاكسون عن العالم الخارجي، فهي فرصة تستحق الاحتفاء والتقدير.
من المقرر عرض فيلم جاكسون في سبتمبر. تابعوا موقع سينما ڤوكس الإلكتروني مع اقتراب الموعد لتحصلوا على مزيد من المعلومات حول أوقات العرض لهذا العمل المنتظر بفارغ الصبر.
انقروا على الرابط هنا واحجزوا مقاعدكم لمشاهدة أحدث الأفلام واكتشفوا أفضل عروض التذاكر للاستمتاع بتجربة لا تُنسى في ڤوكس سينما. تابعونا على فيسبوك وتويتر وإنستقرام لتبقوا على اطلاع بأحدث أخبار الأفلام، وتصفحوا موقعنا لمزيد من مقالات ڤوكس فويس.